Thursday, January 10, 2008

عن الأنتظار وعنها ... 3


بلأمس لم أحلُم بكِ.. في الحقيقة لم أحلُم بكِ من قبل
مازالت أحلامي يغزوها الغرباء , أنصاف الألهه وأنصاف البشر


الساعه تشير إلى السادسة ولم تاتِ بعد.
كلما زاد انتظاري للأشياء والأحداث زاد زهدي فيها لحد الإستغناء .ففي لحظات الأنتظار فإننا دائماً ما نقييم ما ننتظره ,حياتنا والاشياء. ووكثيرا ما تغير محطات السفر وجهاتنا وأحلامنا.


في محاولة لتخمين سر الغرف المضيئة بالدور القبل الأخير في مجمع التحرير: يثيرنى تذكر فيلم "الإرهاب والكباب" ببودار إبتسامه يمحوها تذكر حواري مع صديقى حول تمكن العامة من السلطة وأن أقصي أمانيه حينئذ وجبة كباب.


يعبر سريعاً خمسة أجانب ساحه الميدان , ملابسهم الشتوية على غير العادة , صمتهم وتجهم وجوههم يوحي بأنهم قد قضو بمصر مدة طويلة تكفي لتتطبعهم بمشاعر المصريين وهمومهم.


ِظل يثير إنتباهي من مخرج المترو الأقرب. لا ليست هي. أب عجوز أم وإبنة شابة. يقفون لثوانٍ ثم تستدير الإبنة بإتجاه الجامعة الأمريكية وتسير بخطى منتظمة غير عابئة بندائات الأب الذي عرف سلفاً بأن قوته لن تجاري خطواتها فإكتفى بالنداء عليها متوسلاً:
يامينا .. يامينا
يامينا ........ يامينا
يامينا .................مينا
قد يكون يناديها بإسم إبنها او أخاها الأكبر لكنها استمرت في المسير ..لم تبطئ .. لم تلفت قط.. وغابت في الزحام .... وجلسا هما في صمت.


بجاورهما استمرت الفتاة في القراءة له بنفس الحماس قبل مقاطعه نداء الاب. كثيرا ما تعلوها إبتسامه تنم عن سعادتها البالغه لوجودها معه. أما هو فقد اكتفى بالنظر اليها وإلى الفتاة سافرة الشعر على المقعد المقابل كلما إنغمست هي في القراءة له.


إضاءة الفلاش مرة أخري تثير المهملين مثلي إلى الفتاتين في منتصف الساحه. يبدوان في زيهم الشعبي من جنوب الجزيرة العربية. إلا أن اهتمامهن الشديد بالكاميرا وتجربتها أكثر من سحر المكان يعود بي بالتفكير في جدوى أشجار النخيل المحيطة وبجدواها بدون فروع ويمام يسكنها.


جميع العقارب تسكن السادسة. مازالت عيناي معلقتان بين مخرجا قطار الأنفاق. أعرف الان إنه مهندس حكيم من صممهما. فمن أوجد مخرجين لا يفصل بينهما أمتار يعرف تمام أن واحداً ستحرقه عيون المنتظرين أشواقهم وضيقهم.

قصص المحيطين تصرفني عن التفكير بالأتصال بك لمعرفة سبب التأخير. أستدعي صورك وأنت قادمة في كل المرات السابقة. دائماً ما كان ينزرنى عطرك بقدومك.. أحتضنه قبل كفيك. حضورك كفيضان يغمرني .. يمحو تاريخي , ينفض من عقلي كل الصور لتبقى أنت. أنفاسك المتقطعه ترسم نبضات قلبي. حقيبتك الملئ باحلامك تأخد مكانى بين ذراعيك. لحظة الإرتباك التى تجمعنا عند اللقاء لاتدوم طويلا حتى يحل السلام وتختفي كل التفاصيل المحيطة. تتشابك الايدي .. تختلط الانفاس .. وترقص العيون.
أنت وأنا فقط.

في الأفق تنفرد يافطة بالرد على: طمني .. كلمة صغيرة لكن معناها كبير

أعرف إنك بخير وأنك حتماً في الطريق إلي وأنى أُحبك أكثر في لحظات الأنتظار.

7 comments:

أبوشنب said...

يا سلام

اشكرك انك افتكرني وسط اللحن الرائع ده

بجد حاجة جميلة فعلا

والف سلامة عليك يا غالي

بس ايه السر

هل هيا كوم الضبع

من يومين كنت بفكر

ليه انا ما عدتش اكتب زي الاول

ليه كتاباتي مش بتعجبني زي الاول

حاسس نفسي تايه ومش قادر اركز

هل هيا كوم الضبع

يمكن

tona said...

الحقيقه اعاني في الفتره الاخيره من عدم تركيز كبير


لكنه لم يمنعني من الاندماج حد التوحد معك


اعتقد ان السبب هو تمكنك الهائل في الامساك بالحاله .. وقدرتك علي جذب القارئ ونسج تفاصيلك الصغيره حوله



:)

Unknown said...

الانتظار ... اختبار

كلما زاد انتظاري للأشياء والأحداث زاد زهدي فيها لحد الإستغناء .ففي لحظات الأنتظار فإننا دائماً ما نقييم ما ننتظره ,حياتنا والاشياء. ووكثيرا ما تغير محطات السفر وجهاتنا وأحلامنا


يمكن عشان كده مبحبش الانتظار
وبخاف منه جدا

لكن النتيجة النهائية

بتكون جميلة لو نجحنا في الاختبار


أعرف إنك بخير وأنك حتماً في الطريق إلي وأنى أُحبك أكثر في لحظات الأنتظار.


الزمن والانتظار والاحلام

ايه فيهم قادر يقهر التاني

تخيل ممكن تكون في اجابة السؤال ده سعادة الانسان او تعاسته

اصل التلاتة مش بيستنوا كتير

ورغم الصورة الحلوة في البوست

خايفة عليها من التلاشي مع مرور الوقت

لو هي مجتش

او انت تعبت من الانتظار ومشيت

او انتوا الاتنين جيتوا في وقت يكون فيه الاحلام اتسرسبت من بين ايديكوا

بس البوست تحفة بجد

سيبك انت

وان شاء الله هتيجي

وهتحققوا احلامكوا

Camellia Hussein said...

جميل هذا الحلم
وجميل ان يتحلي الانتظار بطعم الامل

دينا فهمي said...

حلوة
جدا

وبس

hesterua said...

من أجمل ما قرأت لك
دفقة احساس غاية فى العذوبة
خاصة لواحد مجرب
وخصوصا لو كان مش قاهرى زى حالاتى

وانا مجرب الموقف ده فى المكان ده ..وفعلا انت اصطادت اللحظات دى بالظبط زى ما كنت بحسها وقتها ,, خصوصا المخرجين بتوع المترو ,, والناس المنتظرة جنبك واللى بيتسرسبوا واحد ورا واحد فى ايد اللى حد خارج من النفق بيضحك ,, وتفضل انت لوحدك او مع وشوش جديدة لحد ما تيجى هى

وغالبا هى
:)

العاب فلاش said...

well done