Wednesday, October 31, 2007

Perfum

نصفها الاكبر في طبق الشوربة ونصف الليمونة الاخر يزين طبق السلطة وباقي الاطباق. يجب ان يكون الطعام خفيفا فالكثير من النشاط سيحدث في زيل الليل.
اليوم عيد زواجنا السابع. ام لتوأم يبلغ ثلاث سنوات وزوجة لفارس مجهول. لم يتاخر بعد .
اتراه يعد لي مفاجاة..
سبع دقائق اخري

اشعر به يقف عند الباب , لن التفت اليه , سوف يقترب ليحضتننى من الخلف. انفاسة المتقطعه تحرقنى لم اعد اشتم رائحة الطعام لا اسمع صوت الاطفال
انها الحظة المناسبة ليضمنى اليه يقبل خصلات شعري يهمس باحبك يخلع عنى حيائي يمتلكنى
اه لطالما اثارنى صمته , ضحكته العريضة المائلة, دفعه للاستقلاليتى . لم اعد احتمل لعبة الترقب هذه.. يتركنى لاغرق في سكونة كي انتشي بخيالى بما يفعلة ولا يفعله. سانظر اليه معلنة استسلامي وحبي

هناك عند الباب تقف ابنتى مرعوبة مبللة بنطالها اطمانها بابتسامة ..تسقط بنطالها وتذهب لتكمل لعبها نصف عارية.
هكاذا يحبهم والدهم عراه من كل القيود ..هديتهم الاولي كانت خمية بلا سقف ولا ممتلكات ..ولكثر ما افتراشوها يحدثهم عن الشطار وحاملة المصباح وثورة الملح والصحراء .
هو ليس وسيما بحد وصف اصدقائي لكنه قادر على تحويل ما يخطو عليه الى بستان اذا اراد. اعشق قربه مراقبته تلمس عروقه البارزة اختياره لعطوري وكل ما يكنز رائحة حتى مساحيق الغسيل والصابون. اعشق وقوفه معي يساعدنى بالطبخ وكيف كان يتحول عملي اليومي الى متعه انتظرها واعقد الحيل لجره من فوق عملة لمساعدتى. كيف سيطلو جدران المدينة ويزرع الف شجيرة وملايين التفاصيل عن الحق في السعاده والجمال

القليل من الغار دون اغراق فهو يعشق لعبة البحث والاشتهاء , لعبة بدأنها معا وانتهت منذ عام بعد ان فقد ايمانه بي قد يكون لتنزهي عن الرسم او لضيق خطوتي واحلامي. او لوقوفي مغتربة عن كل ما يدور بعالمة . اسباب عديدة وقديمة لكن صمتنا في العام الاخير واحد

تهليل التوأم بقدومة يخرجنى من ذكرياتى. اريد ان اتسابق معهم لحضنة اتلقف عنه انفاس قطعتها ادوار خمسة يرفعنى في الهواء ويدور بي احتل احد كتفيه اري العالم من فوق جبينة ارسم قوس قزح بالف لون حتى يدرك اى مازلت استطيع خلق حياه غير الاطفال.
ماذا احضر لهم اليوم , كالعادة تذكرة اتوبيس يقتسمها بينهم وتبدا رحلتهم بين اروقة الشقة حتى محطته الاخيرة مطبخي. قبلة باهته وماذا اعددتى لنا اليوم؟ ...سؤال لا ينتظر اجابته يتركة بديلا لحدي الخضروات الي ياكلها بدون غسيل تمهيدا لوجبة الغداء. لا اجد مبررا لعشقه للفاكهة والخضر غير ادعائه بانه كان في حياة اخري ارنبا.

صوت ارتطام يوقف احتفال التوأم ليتوقف القطار قبل ان يصل لمحطته الاخيره صمت للحظات لا يقطعه غير صوت تصفيق اللحم في المقلاه. تعلو الضحكات مرة اخرى ولا اسمع غير بقايا لكلمات زوجي

نفذ رصيدي من الصبر اطلقت لشوقى العنان يتقدمنى طبقان ورجاء بالا يكون قد اعطى التوأم الحلوي قبل الغداء.
اشلاء بطيخ يملاء المكان .هم شبه عراة افترشو الارض بعد ان هشموها في حفل صاخب جرى خلاله افتراسها بالكامل والتمثيل ببقاياها وها هو احدها مطبقا على حذائي الجديد في وضع حميمي. هما يتنازعون القطعه الاخيرة اما هو فيعلوه حرج طفولي و محاولة لامتصاص غضبي يشير لقطعه اسفل الطاولة لم تطالها اعين البرابرة . اذن هذا ما اجنية في عيد زواجي ...,
اكاد اجن من اصراره على احراجي اما عائلتي واصدقائي بدعوى العودة للطبيعة وحكمة صديقة روسو

تتسرسب الاطباق من يدي غير عابئة بما سقط منها. ابحث عن ثغر يلتهم اشواقي

تقترب منى حجرة نومي واجلس على حافة السرير محتضنة ساقاي.
لطالما جلسنا هنا نرسم ظلاللا ..لقد كان يؤمن بقدرتى على الرسم اكثر مما كانت موهبتى تؤمن بي. فانا لا اجيد رسم انوف البشر ولا افكارهم لكنه وقف كثيرا في ليال شتائية عاريا معترفا لي بايمانه بي وبقدرتى على اختراقه وتصويره.لكنى لم استطع .لم اعد اهتم بلالوان وبقوس قزح. وهنا فقدته
احتفظ بسكونى ولا التفت لدخولة فانا اعرف عاداته سيخلع عنه ملابس العمل الرسمية يسقطها على كرسيه الهزاز ويرتدي قميصه الهندي يتمدد لبعض الوقت يزفر الكثير من اعباء العمل وشكوي الاقرباء. انعكاس صورته يظهر عظامة البارزه هو الان بالتاكيد يحمد الله على خلقه انسانا وفقيرا

يقترب منى تخترق راسة الثغره بين ذراعي وساقي لتتشكل جلستى بهيئة الكاتب ورأسة كتابي. تطوق ذراعه خصري ويغلق عينيه. مازالت الانطباعات تعلو جبهته ..
كم اشفق عليك.

بتثاقل شديد يرفع جفنه وبتلقائية ابادارة بسؤال:
احضرلك الغدا؟؟
يبتسم لثانية ..
تزول عن جبهته كل الانطباعات
يطوقنى بشده ليكمل دائرة بيده الاخري حول خصري
ويغمض عيناه

10 comments:

Unknown said...

عاوزة بجد اشكرك على الحالة المكثفة والمعقدة جدا اللي صورتها في مشهدك العبقري
بداية من حالة تحضير الغدا في يوم مميز جدا بالنسبة للست اللي مر 7 سنين على زواجها
واللى لسه مبطلتش تحلم وتحاول تتوقع

والزوج اللي رغم انه ممكن يكون ناسي المناسبة وناسي حاجات كتير وغرقان في عالم موازي الا انى مش مالكة غير اني احبه

احب الاتنين في نهاية بسيطة وعميقة جدا
ووضع احتواء واحتضان جديد على خيالي
لكن له ألف معنى ومشبع ومرضي لحد كبير

ربنا يحميك يا بني والله
بتحسسني انه الدنيا لسه بخير
وان الواحد ممكن يكون قادر
انه يطلع من شوية رغي وهلفطة وفلسفة فارغة حاجات جميلة
وانه الاحلام ممكن يوم تتحقق ولو على الورق

وعلى طريقة الانجليز
انحناءة وشابو

أبوشنب said...

يا واد يا صايع

شفت الشغل بيعمل ايه في البني ادمين

Doba said...

بوست مميز بجد
حسستنى وكانى شايفة مشاعر وافكار كل منهم بوضوح

تحياتى
هبة

شيماء الجيزى said...

عذرا دعنى فى البداية ان اسحب هذا النفس العميق
لأجعله نهاية لقرأتى وبداية لتعليقى

حالة رغم اننى لم اعش فيها ولم امر بها بعد الا اننى ارى احساسى بها يراقصنى ويزاورنى حتى اننى كنت فى عيد زواجهم

ارى انها تعيش السعادة ..تلك السعادة التى تجدها فى وجود الاطفال والزوج المرهق الذى يحتاج للدف بين احضانها

فعلا ..هذا هو حب العشرة

تحياتى لك

كلبوزة لكن سمباتيك said...

هايل جدا


تحياتي

tona said...

طب يعني هو ينفع كده







لا بجد








هو ينفع كده

RealMan said...

مش عارف بس فيه سؤال الح علياء بشده بعد القراءه المتعمقه للبوست ده .

هل انتي فعلا رجلا ؟؟

بس بجد انتي حسستني ان انا بستمع لسيده مش لرجل.

جميل جدا قدرتك علي تخيل مشاعر الجنس الاخر. واعتقد ان ده يدل علي تمكن ادبي عظيم.

تحياتي اكثر من رائع.

أبوشنب said...

هو صحيح

هل انت فعلا رجل

بوووووووووووووووو

عليكي ي غالية عليكي

والله لابعتها لمحمود اب سعيد واب السلمان


هههههههههههه

السينيور said...

بصراحة مش قادر اقول اكتر من انها رائعة

وفعلا تمكنك من تقمس شخصية المرأة ووصف احاسيسها بهذة الدقة تدل على مدى موهبتك

اعجبنى تمكنك من ادواتك الادبية

تحياتى لك ودعنى ارفع لك الكاب (بما انى من مصر يعنى ومفيش قبعات)

سلام

أنا حره said...

لا املك إلا أن أقول كلمة.. رائع